في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، من الصعب تجاهل التأثيرات الناجمة عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بها سلسلة من الأحداث العالمية. شهدت الصين خلال السنوات الأخيرة تصاعد الأزمات، خاصةً بعد تفشي فيروس كورونا وما تبعه من تداعيات سلبية على الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي. أدت هذه الظروف إلى تفكير الكثير من رجال الأعمال والمستثمرين، وخصوصًا من سكان هونغ كونغ، في الهجرة والبحث عن فرص جديدة في دول أخرى. ومن بين الخيارات المتاحة، تبرز الجنسية التركية كخيار جذاب وفعّال.
تعتبر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من الوجهات التقليدية التي يجدها المستثمرون الصينيون مغرية، نظرًا للاستقرار السياسي والاقتصادي في هذين البلدين، بالإضافة إلى تنوع مجالات الاستثمار وسوق العمل المفتوح. ومع ذلك، تسير عملية الهجرة الاستثمارية إلى هذين البلدين مع تعقيدات وصعوبات جمة. على سبيل المثال، تتطلب الهجرة إلى المملكة المتحدة استثمار ما لا يقل عن 2.6 مليون دولار أمريكي، وهو مبلغ كبير جدًا، مما يدفع العديد من المستثمرين للبحث عن بدائل أخرى. فيما يخص الولايات المتحدة، فإن التعديلات الأخيرة على برنامج تأشيرات EB-5 قد زادت الحد الأدنى لمتطلبات الاستثمار إلى 900,000 دولار، وهو ما يجعل عملية الحصول على التأشيرات أكثر صعوبة، وهذا بدوره يعزز التوجه نحو خيارات أخرى مثل الجنسية التركية.
توفر تركيا الآن فرصة مميزة للمستثمرين الذين يسعون لتأمين مستقبل أفضل لأنفسهم ولعائلاتهم، إذ أدخلت الحكومة التركية تعديلات على قانون الجنسية عن طريق الاستثمار، مما سمح للأفراد بالحصول على الجنسية التركية من خلال استثمار عقاري لا يقل عن 400,000 دولار أمريكي فقط. يعد هذا المبلغ زهيدًا مقارنة بالمطلوب في الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة، مما يجعل هذا البرنامج جذابًا للغاية. علاوة على ذلك، تتمتع إجراءات الحصول على الجنسية التركية بسرعة استثنائية، حيث يتم إنجاز طلبات الجنسية في غضون أربعة أشهر، مما يجعلها من بين أسرع البرامج المتاحة.
أن الجاذبية الكبيرة للجنسية التركية تتعزز أيضًا من خلال تكاليفها الإدارية المنخفضة عندما يتعلق الأمر بإضافة أفراد العائلة. هذه الميزة تجعل البرنامج أكثر جاذبية بالمقارنة مع البرامج الأخرى التي تفرض تكاليف باهظة، مما يمنح المستثمرين الفرصة للاحتفاظ بنسبة كبيرة من رأس المال المكتسب، ويزيد منها فرص الاستثمارات المستقبلية.
بمجرد حصول المستثمر الصيني على الجنسية التركية، تتاح له العديد من الفرص. وفقًا لاتفاقية أنقرة (ECAA)، يمكن له ولعائلته إنشاء مشروع تجاري في المملكة المتحدة دون قيود، مما يسهل عليهم الحصول على إقامة دائمة. هذه فرصة مميزة للمستثمرين الذين يسعون إلى تنويع أعمالهم والتوسع في أسواق جديدة، حيث تظل سبل الحصول على الإقامة دائمة من خلال جذب الاستثمارات في مشاريع جديدة.
فضلًا عن ذلك، تتيح الجنسية التركية للمستثمرين الصينيين الاستفادة من اتفاقية تأشيرة E2 مع الولايات المتحدة، مما يعد خيارًا مرنًا للمستثمرين الراغبين في تأسيس مشاريع جديدة في هذا السوق. تسمح هذه التأشيرة بتجديدها لعدد غير محدود من المرات، مما يدعم فرص الاستثمار في السوق الأمريكية. ومع وجود أكثر من 75 دولة تمتلك اتفاقية E2 مع الولايات المتحدة، فإن الجنسية التركية تعتبر خياراً مثالياً للمستثمرين الذين يبحثون عن طرق سريعة وفعالة للحصول على فرص استثمارية عالمية.
بناءً على ما سبق، يظهر أن الجنسية التركية تقدم خيارًا جذابًا وفعالًا للمستثمرين الصينيين في ظل الظروف الاقتصادية المتقلبة. إن تكلفة الحصول على الجنسية، مع سرعة الإجراءات، تجعل هذا الخيار مغريًا للمستثمرين الذين يسعون لتوسيع آفاق أعمالهم وتحقيق استقرار طويل الأجل في بيئات أعمال جديدة. لذلك، ينبغي على المستثمرين الصينيين التفكير بجدية في اتخاذ خطوة استراتيجية نحو مستقبل أفضل من خلال الجنسية التركية.
13-02-2025 
