يتساءل الكثيرون عن إمكانية تملك العراقيين في تركيا والدوافع التي تجعل معظم أفراد الجالية العراقية يرغبون في الاستثمار العقاري في البلاد. في هذا المقال، سنستعرض المعلومات الأساسية بشأن هذه المسألة، مع مناقشة مستقبل استثمار العراقيين في تركيا ووجهاتهم المفضلة، بالإضافة إلى الإجابة على العديد من الاستفسارات الشائعة.
في عام 2012، أصدر مجلس الوزراء التركي قانونًا يمنح الحق للعراقيين بشراء الأراضي والعقارات في البلاد، مما يعكس الروابط التاريخية والاقتصادية بين البلدين. هذا القرار جاء بعد فترة من الأزمات الأمنية في العراق، مما دفع العديد من العراقيين إلى البحث عن ملاذ آمن واستقرار في تركيا. وفقًا لإحصائيات يونيو 2021، تصدرت الجنسية العراقية قائمة الجنسيات الأجنبية التي تملك العقارات في تركيا، حيث بلغ عدد العقارات التي تم شراؤها من قبل عراقيين 773 عقارًا، مما يعكس نسبة 16% من الإجمالي العام لمبيعات العقارات للأجانب.
تتعدد الأسباب والدوافع وراء الازدياد الملحوظ في تملك العراقيين للعقارات في تركيا، ومن أبرزها:
يعتبر العراق وتركيا جارين تاريخيين يتشاركان في العديد من القواسم الثقافية والاجتماعية. وقد شهدت العلاقات بين البلدين تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى زيادة أعداد العراقيين المقيمين في تركيا، حيث يقدر عددهم بحوالي 700 ألف عراقي. وقد فضل هؤلاء العراقيون التجمع في ولايات معينة، اتخذوها مقرات لإقامتهم ونشاطاتهم الاقتصادية، مما يظهر أهمية تلك الولايات في تشكيل معالم الجالية العراقية في تركيا ومن هذه الولايات نذكر منها :
تُعد ولاية إسطنبول الأكثر جذبا للعراقيين، إذ تجمع بين مميزات العاصمة الثقافية والتجارية. تعتبر إسطنبول مركزًا حيويًا يشمل رجال الأعمال وأصحاب الشركات الذين يفضلون إقامة أعمالهم التجارية على المستويين المحلي والدولي. تتميز المدينة بتنوعها الحضاري وشبكة خدماتها المتكاملة، مما يجعلها وجهة مثالية للعراقيين الساعين للتوسع في نشاطاتهم التجارية أو الاستقرار.
لا تقل ولاية أنقرة أهمية عن إسطنبول، حيث أنها العاصمة السياسية لتركيا ووجهة مفضلة للمستثمرين العراقيين. تضم أنقرة العديد من المنشآت الصناعية والمعامل الكبرى، مما يجعلها مناسبة للعراقيين الراغبين في افتتاح مصانع أو البحث عن فرص عمل. تعد هذه المدينة منصة مثالية للاستثمار والنمو الاقتصادي بفضل بيئتها الداعمة للأعمال.
تمثل ولاية طرابزون وجهة جذابة للعراقيين الراغبين في العيش في أجواء شرقية أصيلة. تكتظ هذه الولاية بالعرب ذوي الدخل المتوسط وتتميز بجمال طبيعتها. ومع ذلك، فقد شهدت الفترة الأخيرة انتقال الكثير من العراقيين إلى ولايات أخرى، لكن تبقى طرابزون واحدة من الولايات التي تحتفظ بجالية عراقية بارزة.
تعكس ولاية سامسون صورة قريبة من العاصمة بغداد، حيث يتواجد فيها أكبر تجمع للعراقيين. عندما تتجول في أزقة سامسون، يمكنك أن تشعر بأجواء مألوفة تشبه أجواء العراق، نتيجة للتواجد الكبير للعراقيين ومساهمتهم في الحياة اليومية للمدينة.
تشير المعطيات الحالية إلى أن الاستثمار العقاري للعراقيين في تركيا يسير في اتجاه إيجابي. فقد أظهرت الإحصائيات أن إجمالي العقارات التي يمتلكها العراقيون تجاوز 8000 عقار. إن النمو الملحوظ في هذا القطاع يعكس الثقة المتزايدة للعراقيين في السوق العقاري التركي، الذي يتيح لهم فرصًا متعددة لتوظيف أموالهم وتعزيز استثماراتهم.كما تبدو آفاق الاستثمار العقاري للعراقيين في تركيا واعدة، إذ من المتوقع أن يشهد السوق العقاري في البلاد مزيدًا من الازدهار بفضل التسهيلات القانونية والاقتصادية المقدمة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتجاه المتزايد نحو التملك العقاري من قبل العراقيين يعكس رغبتهم في تحقيق الاستقرار وتحسين جودة حياتهم. من المتوقع أن تتنوع وجهات العراقيين في تركيا، مع تزايد الاهتمام بالمناطق الحيوية مثل إسطنبول وأنطاليا وبورصة، حيث تعتبر هذه المدن أكثر جاذبية للاستثمار.
الخاتمة
في الختام، يمثل التجمع العراقي في تركيا نموذجًا للتعايش والتفاعل الثقافي الذي أثمر بيئة حيوية ومحفزة للاستثمار. تقدم الولايات التركية، خاصة إسطنبول وأنقرة وطرابزون وسامسون، وغيرها من الولايات الأخرى فرصًا نادرة للعراقيين تتيح لهم استثمار أموالهم والانخراط في الحياة الاقتصادية والاجتماعية. إن فهم متطلبات الاستثمار العقاري والشروط اللازمة يمهد الطريق لتحقيق طموحات العراقيين في تركيا بشكل فعال. حيث يمثل تملك العراقيين في تركيا ظاهرة تعكس العلاقات المتينة بين الشعبين، وتوفر فرصًا استثمارية واعدة تساهم في تحسين الحياة المعيشية لهم. تسهم التسهيلات القانونية والاقتصادية التي تقدمها تركيا في تعزيز هذا الاتجاه، مما يجعلها وجهة مفضلة للكثير من العراقيين الباحثين عن استقرار وازدهار دائم. إن شركة مباني العقارية في تركيا تهدف إلى تقديم الدعم والمعلومات اللازمة لكل من يرغب في استثمار عقاري ناجح في تركيا، والنجاح طريق مشترك نتطلع لتحقيقه معكم.