يعد جامع تقسيم، الذي افتتح في عام 2021، إضافة جديدة ومعاصرة للمشهد العمراني في مدينة إسطنبول. يقع هذا الجامع في قلب ميدان تقسيم، أحد أهم وأكثر المناطق حيوية في المدينة، ويجسد تصميمه المعماري الفريد مزيجًا من التراث العثماني والحداثة.
بدأ العمل على بناء جامع تقسيم في عام 2017، بعد عقود من الجدل والتأجيل. فكرة بناء مسجد في ميدان تقسيم تعود إلى عام 1952، إلا أن المشروع واجه العديد من التحديات والعقبات، بما في ذلك الانقلاب العسكري عام 1980 واعتراضات المحاكم على أساس المصلحة العامة.
لكن إرادة بناء هذا الجامع لم تتوقف، وفي عام 2017، تمت الموافقة النهائية على المشروع، ليتم افتتاحه رسميًا في مايو 2021 بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
يمتاز جامع تقسيم بتصميمه المعماري المميز، الذي قام بتصميمه المهندسان المعماريان التركيان محرم هيلمي سينار وحسين بيلجين. يرتفع المسجد على ثلاثة طوابق، ويبلغ ارتفاعه حوالي 30 مترًا، باستثناء المآذن، وهو نفس ارتفاع الكنيستين التاريخيتين في الجوار، مما يجعله يتناغم مع محيطه بشكل جمالي.
يتسع جامع تقسيم لأكثر من 3000 مصلٍ، ويضم العديد من المرافق، بما في ذلك قاعة للمؤتمرات والمعارض ومرآب للسيارات تحت الأرض. يتميز تصميمه الداخلي بالزخارف الإسلامية التقليدية، مع لمسات عصرية أنيقة.
يعد جامع تقسيم معلمًا إسلاميًا هامًا في إسطنبول، ويشكل إضافة ثقافية واجتماعية للمدينة. فهو يوفر مكانًا للعبادة والتقاء للمسلمين، ويساهم في إثراء المشهد الديني والثقافي في المدينة.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل جامع تقسيم رمزًا للتسامح والتعايش بين الأديان، حيث يقع بالقرب من العديد من الكنائس والمعابد الأخرى.
ختامًا، يعد جامع تقسيم إضافة مميزة للمشهد العمراني في إسطنبول، ويشكل معلمًا إسلاميًا هامًا في المدينة. فهو يجمع بين التراث العثماني والحداثة، ويوفر مكانًا للعبادة والتقاء للمسلمين، ويساهم في إثراء المشهد الديني والثقافي في إسطنبول.