تعتبر عملية الحصول على الطابو، أو سند الملكية، من الخطوات الأساسية لأي شخص يعتزم شراء عقار في تركيا. إن الطابو ليس مجرد وثيقة قانونية، بل هو وثيقة تثبت ملكية العقار وتمنح مالكها حقوقاً قانونية واسعة. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أنواع الطابو المختلفة ومعايير استخراجها، بالإضافة إلى الفوائد المحتملة من تلك المعاملات.
الطابو هو السند الرسمي الذي يثبت ملكية العقار في تركيا. يتم إصدار هذا السند من قبل مديرية السجل العقاري التابعة لوزارة البيئة والمدن التركية. يتضمن الطابو معلومات تفصيلية حول العقار، بما في ذلك اسمه، موقعه، مساحته، وكذلك اسم المالك وصورته. يعتبر الطابو الوسيلة القانونية الوحيدة لإثبات ملكية العقار، حيث يتيح للمالك حق التصرف في العقار سواء بالتأجير أو البيع أو الاستثمار.
تتعدد فوائد الطابو، حيث تضمن للمالك حقوقه القانونية في العقار وتعزز من استقراره المالي. بمجرد منح هذه الوثيقة من قبل مديرية السجل العقاري للشخص تثبت حيازته لهذا العقار رسمياً , يصبح بإمكانه الاستفادة منه بطرق متعددة، مثل تأجيره للاستفادة من دخله الشهري، أو بيعه مع فرصة لتحقيق أرباح إضافية. علاوة على ذلك، اذا تملك الاجنبي على سند الملكية ( الطابو ) فسوف يشمله الامتيازات التي تمنحها الحكومة التركية حسب قيمة العقار ان كان الاستفادة من قانون الاقامة العقارية او الحصول على الجنسية التركية عن طريق الاستثمار العقاري , تمثل معاملات الطابو عنصراً حيوياً في سوق العقارات التركي، حيث تسهم في تعزيز الثقة بين المشترين والبائعين.
هناك عدة أنواع من الطابو في تركيا، وكل نوع له خصائصه الفريدة. يمكن تصنيفها كما يلي :
يسمى الطابو الأحمر نسبةً إلى لون ورقة سند الملكية التي تتخذ اللون الأحمر، ويُخصص هذا النوع من الطابو للعقارات السكنية، بما في ذلك الشقق والفلل والأبنية والمحلات التجارية. يُعبر الطابو الأحمر عن حقوق الملكية والضمانات القانونية المرتبطة بالعقارات، مما يسهم في تأمين حقوق الملاك والمستثمرين في هذا القطاع.
هذا النوع من السندات يعتمد على نظام المشاركة بين مجموعة من المالكين لعقار واحد، ويعرف أيضًا بالملكية الانتقالية. يتيح هذا النمط لكل مالك الحصول على حق الملكية لفترة محددة من السنة، حيث يمكن لكل فرد الاستفادة من العقار لفترة لا تقل عن سبعة أيام. يُستخدم هذا النظام بشكل شائع في العقارات المخصصة لقضاء العطلات، حيث يتمتع المالك بكافة حقوق الملكية، بما في ذلك البيع والتأجير والتنازل عن حقه لأطراف أخرى.
وهو نوع من انواع الطابو ويعتبر أداة أساسية في تنظيم ملكية العقارات، حيث تسجل كل قسم من أقسام العقار بشكل مستقل. يبدأ الأمر بتخطيط مشروع بناء فوق قطعة أرض مخصصة، يلي ذلك الحصول على موافقة الإنشاء، ثم تقسيم المشروع إلى أجزاء مستقلة كالتمليك للشقق. تُصدر سندات رسمية لكل قسم توضح موقعه ومعلوماته، مع الإشارة إلى نوع العقار سواء أكان إعماريًا أم زراعيًا قبل انتهاء البناء. بعد استكمال إنجاز المشروع والحصول على موافقة الإسكان، يتم إصدار سندات ملكية رسمية تثبت حقوق الملاك، الذين يحصلون أيضًا على سند ارتفاق يتضمن تفاصيل دقيقة عن البناء.
وهو سند متعارف في تركيا بـ (Kat Mülkiyeti)، وهي وثائق رسمية تثبت ملكية العقارات بعد إتمام إنشائها، مع تحديد الأقسام المستقلة داخل المبنى. تمنح هذه السندات الحق في استخدام كل قسم بشكل منفصل، حيث يُصدر لكل قسم سند ملكية خاص يثبت حقوق مالكه. تتميز هذه السندات بمحتواها الذي يختلف عن سندات الأراضي الزراعية والأراضي المخصصة للبناء، إذ تتضمن تفاصيل مثل رقم الشقة أو القسم وموقعه، بالإضافة إلى نصيبه من الأرض التي يُقام عليها المبنى.
يقدم الطابو الأزرق للملكية الزراعية، ويمثل ملكية الأراضي المستخدمة في الأنشطة الزراعية. يتم تنظيم استخدام هذه الأراضي وفقًا لمعايير معينة تتعلق بالممارسات الزراعية, ويقسم الى قسمين هما :
يُعَدُّ هذا النوع من السندات مخصصًا للأراضي الزراعية التي تُجمع فيها صفة البناء والزراعة، حيث يُمنح الطابو للأراضي المخصصة للبناء أو الاستثمار وفق المخططات التنظيمية للمدينة. تُعرف هذه الأراضي في اللغة التركية بـ "Arsa"، ويحق لمالكها بناء عقار عليها بعد الحصول على تصريح خاص من البلدية المختصة.
يُثبت هذا السند ملكية العقارات الزراعية ويمكن أن يتضمن مزيدًا من التفاصيل حول نوع المحاصيل التي يمكن زراعتها على تلك الأراضي. تمتاز الأراضي الحقلية، المعروفة أيضاً بمساحات واسعة جداً، بتوفير فرص متعددة للاستثمار الزراعي في تركيا. يُطلق على هذه الأراضي باللغة التركية اسم "Tarla"، ويُسمح بالبناء عليها بنسبة تتراوح بين 5% إلى 20% من إجمالي المساحة. تُعطي هذه الأراضي مالكيها الفرصة لاستثمارها من خلال تربية المواشي وإنشاء المداجن، مما يعزز من الجدوى الاقتصادية لمشروعاتهم. وعندما تُصنَّف الأرض كأرض حقلية، يصبح من الممكن إقامة كافة أنواع المشاريع الزراعية عليها، بما في ذلك الزراعة والحراثة. لتفادي أي مشكلات قانونية، يتعين على المستثمرين مراجعة البلدية المحلية للتحقق من تصنيف الأرض كأرض زراعية، حيث قد تكون مسجلة بذلك في السندات، إلا أنها في الواقع تخضع لمخططات عقارية للبناء. لذا، فإن التأكد من هذا الأمر يعد خطوة أساسية قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
تتطلب عملية استخراج الطابو عدة خطوات ويجب أن تتم بجهة مختصة. تشمل العملية ما يلي :
تشمل الوثائق المطلوبة لاستخراج الطابو ما يلي :
تفرض الحكومة التركية مصاريف محددة على الطابو ، تتطلب من الراغبين في شراء عقار على الأراضي التركية تسديدها تشمل الرسوم المرتبطة باستخراج الطابو مصاريف التسجيل والضرائب المطلوبة. تختلف الرسوم حسب نوع العقار وقيمته السوقية . لا يمكن نقل ملكية العقار في سجلات الطابو من البائع إلى المشتري دون تسديد هذه المصاريف. تُحتسب مصاريف الطابو بنسبة 4% من سعر العقار المراد بيعه، ويتم توزيعها بين الأطراف المتداولة، ويجب دفع هذه الرسوم بالكامل قبل إتمام عملية نقل الملكية.
يمثل الطابو في تركيا أحد العوامل الأساسية التي تضمن حقوق الملاك وتُعزز من الثقة في سوق العقارات. فهم الأنواع المختلفة من الطابو وإجراءات الحصول عليه يعد أمراً ضرورياً لأي شخص يفكر في شراء عقار في تركيا. إن تلك الإجراءات تسهم في خلق بيئة قانونية واضحة تخدم مصالح الجميع، مما يجعل الاستثمار في العقارات التركية تجربة مجزية وآمنة.